بقلم اوسايا مصطفى – معتقل سياسي سابق.
يظل القهر و الظلم و الحرمان سمات مشتركة عانينا من جراءها نحن ابناء الشعب الامازيغي ، المناضلين من أجل القضية الامازيغية الرافضين لكافة اشكال العبودية المسلطة علينا من قبل النظام و أذياله من القومين العرب والمتمركسين و الاسلاموين وغيرهم… هؤلاء الذين تآمروا معه فسلبوا من هدا الشعب الامازيغي حقوقه في التواجد ككيان وهوية في اطار جغرافي يمارس فيه إستقلاله الذاتي ، ولاجل هده الغاية زرعوا بداخلنا الخوف وجعلونا مسلوبي الحرية حتى ونحن خارج السجن، لذلك وجب علينا التحرر من عقدة الخوف والسعي نحو الحرية. هده الاخيرة المنشطرة الى قسمين : عقلية و جسدية ، ولكي تحصل على كل واحدة منها لبد من تأدية الثمن.
وأنا بداخل السجن تكون حريتي الجسدية مفقودة، مقابل تحصين الشعب الامازيغي من الاحتواء ، فتقديم تسع سنوات من عمري رهن الاعتقال كان من أجل حصول شعبنا على حقه في تعليم عمومي ديمقراطي ، تدرس فيه هويتنا وتاريخنا و حضارتنا كأمازيغ، و تترجم في طياته أفاقنا و طموحاتنا بلغة أمازيغية، ضد التعليم التقليدي السائد و المتميز بعنصريته و أهدافه القاتلة للهوية الامازيغية و ذبحها على اعتاب هيكل القومية العربية.
لقد اقبر شبابي داخل السجن ، دفاعا عن قضيتنا الامازيغية و شعبها المضطهد ودفاعا عن حقنا في اعلام وطني قومي يخدم مصلحة الشعب. حوالي عقد من الزمن عشته بين قضبان الطغيان و الجبابرة، كل ذلك من أجل الرقي برسالة المناضل الامازيغي ، ومن اثبات كينونة الانسان الامازيغي أمام الملأ، فرغم حصولي على حريتي نسبيا ، فإن نضالي من أجل هده القضية سيظل ، ولن ينتهي، بل وسيكون دون حدود، لأنني مؤمن بكون إعتقالي كان من أجل انتمائي السياسي كمناظل امازيغي يرغب ويعمل لتغير الوضع الراهن للشعب الامازيغي، وضع يتموقع فيه الامازيغ في تمازغا المستقلة عن “عالم عربي”، دلك العالم الوهمي الذي خلقوه انقاض الامازيغ و أرادوا تذويبنا كشعب عريق داخل مكوناته، دون
مبالات بما خلق عملهم هدا من جراح في في الجسد الامازيغي المشحن بالندوب و الآلام المجسدة في تعذيب مناضليه والزج بهم في السجون بقضايا مفبركة ، و سلب هوية الشعب الامازيغي ونشر ثقافة الفساد في دواليب هدا الوطن، فالمفسدين يعيشون في مغرب اليوم احرارا بأجسادهم وأفكارهم مسجونة، والقضاء المغربي يغض الطرف عنهم، مما يؤكد لدينا قناعة عدم استقلالية القضاء ولا نزاهته بالمفهوم القانوني للكلمة، وهدا ما لمسته كمناظل معتقل خلال محاكمتي الصورية، حيث داخل قبو السجون اناس أبرياء تمت ادانتهم، وخارجه مجرمون تم تبرئتهم.
والاكيد فرغم كوني تحملت ويلات السجن والتعذيب والحرمان لتسع سنوات فلم افكر يوما في استسلامي لارادة الجلادين و الخونة في هدا الوطن. أعداء المد الامازيغي، لان السجن زادني اصرارا و إقتناعا بعدالة القضية الامازيغية، وأعطاني القوة على التشبث بالمبدأ هدا، والصمود ضد الجلادون خارج السجن و خارجه. وإني من هدا الموقع ادعوا كافة مناضلي القضية الامازيغية التوحد والنظال ضد سندان الحرمان ومطرقة العبودية المسلط كل منهما على الثوار الامازيغ، فبدون ذلك لن نسحق سياسة التعريب القسرية الممارسة ضد شعبنا الامازيغي الجريح في عقر وطنه تمازغا.