جديدنا
recent

مغارة-بويكزين



مغارة بويكزين
---- عندما يخدش الماء صخر الحياة
على طول واد دادس في اتجاه شمالي غربي، يفعل الماء فعلته، وينخر السفح الجنوبي لجبال الاطلس الكبير، يعبث بها كيفما يشاء،وتحت قسوة الظروف المناخية يرسم أخذوذ الحياة على هذا الواد النابض بالحيوية والنشاط. على بعد 200 كلم عن مدينة ورزازاتشمالا، بالقرب من دوار ايت مرغاد، جماعة امسمرير، تشدني مناظر طبيعيةرائعة ومدهشة، لا اتحدث عن خضرة الوادي وخرير الماء المتدفق من عيون متفرقة هنا وهناك رغم الجفاف وقلة التساقطات الثلجية على قمم جبال الاطلس، ولكن اتحدث عن تلك السفوح الملتوية في كل الاتجاهات، والمنكسرة بكل قسوة رغم صلابة صخورها، كل هذا استغله الماء ليزيد من تعقيد المشهد، ويرسم اخاديد وشعاب وكأنها مرسومة بالفلم والممحاة،،، علمنا من اهل المنطقة أن مغارة تسمى بويكزين موجودة في هذا المكان وقد دخلها بعضهم فضلوا الطريق ولم يخرجوا الا بصعوبة، فقررنا ان نزور هذه المغارة لنرى بأم أعيننا كل ما سمعناه عنها، في الصباح ركبنا السيارة وتوجهنا نحو المغارة، كنا أربعة أشخاص،، انا وكمال، ادير وحسن، لم نكن مستعدين بما يكفي، لكن قررنا ان ندخل المغارة ونكتشف مدى خطورتها.
عندما وصلنا الى ذلك الوادي العجيب، ترأت لنا طبقات صخرية ملتوية ومنكسرة عموديا وافقيا وعرضيا، منظر مدهش فعلا، ربما هذه القسوة التكتونية التي تعرضت لها هذه الصخور، هو ما ساعد الماء على خلق تلك المغارات داخلها وأتاح لها كامل الحرية لتفرغ ذلك الجبل من الداخل في شكل قالب يبدوا صلبا من الخارج لكنه متهدل من الداخل..
عند مدخل المغارة الأولى استقبلنا هواء بارد جدا رغم أننا في شهر غشت، كان المدخل واسعا، أشعلنا مصابيح هواتفنا النقالة وبدأنا في الاستغوار صعودا وهبوطا يمينا شمالا، حتى استوقفتنا بركة مياه عذبة وصافية لكنها باردة جدا لم نستطع اكمال الطريق، فقررنا العودة، لكن بعدما التهمنا بعض الحلويات وشربنا بعض العصائر، ضاربين موعدا آخر غذا لنكون اكثر عددا وعدة...
في الغد، أوفى الجميع بوعده وكنا منذ الصباح الباكر أمام المغارة، لكن هذه المرة أحضرنا معنا كل ما يلزم لقضاء يوم ممتع في رحاب الطبيعة، الخضر، اللحم، المقدس، الفواكه وأواني للطهي بالاضافة إلى مصابيح للإنارة داخل المغارة.
تسلقنا الجبل بصعوبة حتى نصل إلى باب المغارة الموجود في منتصف المنحدر الجبلي، هذه المرة وجدنا مدخل المغارة ضيقا للغاية مما فرض علينا الدخول إليها حبوا، و بمجرد ما أن تجاوزنا المدخل حتى وجدنا أنفسنا داخل بهو كبير مزين بعدد كبير من الصواعد والنوازل التي خلفها الماء المحمل بالكلس، وكأنها ستائر تزين قصرا من قصور كسرا. بدأنا السير داخل هذا العالم المدهش نتسلق مرة وننزل مرات أخرى، حتى إختلف علينا الأمر هل نحن بصدد النزول  أم الهبوط، وكلما توغلنا في الداخل كلما زادت روعة المناظر، تحف طبيعية تزين المكان بأشكال مختلفة وتلوينات فريدة يلعب فيها الكلس دور البطل.
استغرق بنا الأمر قرابة ساعة إلا ربع ونحن هائمون في تلك الدهاليز المظلمة، الهادئة وكأن الحياة قد توقفت عن النبض في أغوارها، لا يكسر هدوءها إلا حركات خفافيش الظلام التي استوطنت هذا المكان الذي لا يعرف إليه الضوء سبيلا.
استوقفتنا مرة أخرى بحيرة لا يظهر قعرها بسبب فضلات الخفافيش التي تكسو سطحها، فقررنا عدم المخاطرة أكثر لنعود أدراجنا إلى خارج المغارة.
amazigh bladi

amazigh bladi

هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة، لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى، حيث يمكنك أن تولد مثل هذا النص أو العديد من النصوص الأخرى إضافة إلى زيادة عدد الحروف التى يولدها التطبيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.